مبارك وساركوزي يتفقان علي ضرورة تحقيق الاستقرار

مبارك وساركوزي يتفقان علي ضرورة تحقيق الاستقرار
في لبنان وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة
الرئيس‏:‏ الوضع في لبنان خطير جدا وأطالب سوريا
باستخدام نفوذها للتوفيق بين الأطراف
نسعي إلي حل مشكلة الحجاج الفلسطينيين‏
والمندوب الأوروبي يرفض الحضور لفتح معبر رفح
ساركوزي‏:‏ دور مصر أساسي لحل كل القضايا
وأقدر جهود مبارك بإعطاء الأولوية للحوار
آن الأوان لكي تقوم إسرائيل بمبادرة
تجعل السلام ممكنا وحل مشكلة المستوطنات

اتفق الرئيس حسني مبارك‏,‏ ونيكولا ساركوزي‏,‏ رئيس فرنسا‏,‏ علي ضرورة الحفاظ علي استقرار لبنان‏,‏ وتحقيق الوفاق الوطني بين أبنائه‏,‏ ومتابعة نتائج اجتماع أنابوليس للسلام‏,‏ ومؤتمر الدول المانحة الذي تبعه في باريس من أجل حشد الدعم السياسي والاقتصادي اللازم للسلطة الوطنية الفلسطينية‏,‏ وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني‏,‏ وتهيئة الأجواء لمفاوضات جادة تحقق تطلعاته لقيام دولته المستقلة‏.‏

وأعرب الرئيس مبارك ـ في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي المشترك‏,‏ الذي عقده مع الضيف الفرنسي عقب جلسة مباحثات ثنائية عقداها أمس ـ عن سعادته بالمشاورات المهمة التي أجراها مع الرئيس ساركوزي حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك‏,‏ بما فيها العراق‏,‏ والسودان‏,‏ والصومال‏,‏ وسبل تحقيق المزيد من تطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين‏,‏ وتعزيز التعاون القائم في مختلف المجالات‏.‏

ووصف الرئيس مبارك ـ في المؤتمر الصحفي ـ الوضع في لبنان بأنه خطير جدا لعدم الاتفاق علي رئيس جديد للدولة‏,‏ قائلا‏:‏ إن مصالح الناس والعمل يتوقفان‏,‏ وطالب سوريا بأن تتدخل بما لديها من نفوذ علي الأطراف المختلفة والتوفيق بينهم لانتخاب الرئيس الجديد‏.‏ وحذر من استمرار هذا الوضع قائلا‏:‏ إن المسألة تتعقد وسيؤدي ذلك إلي ما لا تحمد عقباه‏.‏ وحول مبادرة الاتحاد المتوسطي‏,‏ قال الرئيس مبارك‏:‏ إنها لن تتعارض مع عملية برشلونة‏,‏ أو أي مبادرات أخري‏,‏ وإنما هي من نوع جديد ومشاريع جديدة ستتم دراستها‏,‏ بما يمثل إضافة حقيقية وملموسة لأطر التعاون القائمة‏.‏

وحول الحجاج الفلسطينيين العالقين في ميناء نويبع‏,‏ قال الرئيس مبارك‏:‏ إن مصر سمحت للحجاج الفلسطينيين بالسفر عبر معبر رفح لأداء الشعائر المقدسة‏,‏ لأن هذا عمل إسلامي‏,‏ ومصر دولة إسلامية‏,‏ ولكن نحن الآن في موقف حرج جدا بسبب ما يوجه من اتهامات حول حملهم أشياء ممنوعة‏,‏ وفي الوقت نفسه المطالبة بفتح المعبر لعودتهم إلي غزة‏.‏

وأضاف مبارك إننا نحاول بكل الطرق إيجاد حل للمشكلة‏,‏ علما بأنه يجب أن يوجد مندوب مصري‏,‏ وآخر أوروبي‏,‏ وثالث من السلطة الفلسطينية لكي يتم فتح الممر‏,‏ إلا أن المندوب الأوروبي يرفض الحضور‏,‏ ولو فتحنا المعبر من جانبنا دون ترتيب كل شيء سيفتح هذا علينا مجالا للاتهامات وفبركة اتهامات‏.‏

من جانبه‏,‏ أكد الرئيس الفرنسي أن فرنسا تعتبر دور مصر أساسيا‏,‏ ليس فقط للملفات الإقليمية‏,‏ ولكن أيضا للحوار بين الشرق والغرب‏.‏

وأعرب عن تقديره للرئيس مبارك وخبرته وحكمته ونظرته المعتدلة حول كل القضايا‏,‏ مشيرا إلي أنه يعطي الأولوية للحوار والتوافق واللقاء في منطقة تحتاج إلي السلام وليس الحرب‏.‏

كما أعرب عن تقديره لدعم الرئيس لمبادرة الاتحاد المتوسطي‏,‏ وأشاد بدور مصر والرئيس مبارك الداعم للمطالبة باحترام هوية واستقلال لبنان‏.‏

وقال‏:‏ إن القاهرة لا تدخر جهدا لإحلال السلام في دارفور‏,‏ وهناك تنسيق كبير في المواقف بين مصر وفرنسا بشأن العراق‏,‏ وإيران‏,‏ والدولة الفلسطينية‏,‏ وما يجب عمله لتهيئة ظروف السلام‏.‏

وقال ـ في كلمته بالمؤتمر الصحفي نفسه ـ إن فرنسا موقفها ثابت ويتمثل في ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة بجوار إسرائيل آمنة‏,‏ وإنه قال في مؤتمر المانحين في إسرائيل‏:‏ إنه قد آن الأوان لإسرائيل أن تقوم بمبادرة تسمح بإثبات أن السلام ممكن‏,‏ بما في ذلك موضوع المستوطنات‏.‏

وأكد الزعيمان تضامنهما مع باكستان حكومة وشعبا‏,‏ في احتواء تداعيات اغتيال الزعيمة المعارضة بينظير بوتو‏,‏ والحفاظ علي الأمن والاستقرار في مواجهة قوي التطرف والإرهاب‏.‏

كان الزعيمان قد عقدا جولة مباحثات ثنائية قبل ظهر أمس تركزت علي سبل تعميق وتوسيع نطاق العلاقات المصرية ـ الفرنسية في المجالات المختلفة والتنسيق بين القاهرة وبا]ريس لدفع وتطوير علاقات البلدين مع الدول الإفريقية‏,‏ واقتراح الرئيس ساركوزي إقامة اتحاد يضم الدول المطلة علي ضفتي البحر المتوسط لتعزيز التعاون فيما بينها‏.‏

كان ساركوزي قد أكد حرص فرنسا التام علي توسيع استثماراتها في مصر خلال الفترة المقبلة‏,‏ واستعدادها للتعاون في مجال الطاقة النووية السلمية‏,‏ وقد استكمل الزعيمان مباحثاتهما علي غداء عمل أقامه الرئيس مبارك تكريما لضيفه والوفد المرافق‏,‏ وذلك عقب المؤتمر الصحفي المشترك‏.‏