مصرع وإصابة العشرات في تفجيرات جديدة بالعراق قوات الأمن تعتر

بعد
ساعات من سلسلة الهجمات الدامية التي وقعت في بغداد أمس الأول‏,‏ وأسفرت
عن مقتل وإصابة أكثر من‏700‏ شخص‏;‏ أعلنت السلطات العراقية أمس حالة
الاستنفار الأمني وسط تحركات فورية لفرض قواعد وإجراءات أمنية جديدة‏,‏ في
الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف الخارجية والداخلية من موجة العنف الدامية
التي اجتاحت بغداد‏,‏ وكشفت النقاب عن مدي هشاشة الأوضاع الأمنية هناك‏.‏

وبرغم
الإجراءات الأمنية المشددة‏,‏ تجددت أعمال العنف أمس حيث لقي نحو‏15‏ شخصا
مصرعهم وأصيب العشرات في سلسلة من الهجمات وقعت غالبيتها في محيط العاصمة
العراقية بغداد‏.‏

حيث أعلنت مصادر طبية وأمنية مقتل ثمانية أشخاص
وإصابة‏18‏ آخرين‏,‏ في هجمات وقعت في مدينتي الحلة وبعقوبة‏,‏ كما أعلنت
الشرطة أن سلسلة من التفجيرات علي جوانب الطرق في محافظة بابل في جنوب
العراق أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص وإصابة‏55‏ آخرين‏.‏

واعترف
الجانب العراقي بالإهمال‏,‏ والتقصير‏,‏ وحدوث اختراقات أمنية كبري‏,‏ حيث
أكد اللواء محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية ـ في لقاء مع
مجموعة من قادة الجيش الأمريكي والعراقي ـ ضرورة مواجهة الحقائق والاعتراف
بالأخطاء تماما مثل الاحتفال بالنصر‏.‏

وتأتي تصريحات العسكري
تعقيبا علي اعتراف اللواء قاسم الموسوي المتحدث باسم قوات الأمن في بغداد
بأن القوات العراقية تتحمل مسئولية الإهمال‏,‏ والثغرات الأمنية التي أدت
إلي وقوع مثل هذه التفجيرات الدامية‏,‏ وهو ما دفع رئيس الوزراء العراقي
نوري المالكي إلي إجراء اجتماع عاجل مع كبار المسئولين في الأمن
والمخابرات لاتخاذ إجراءات طارئة وسريعة للحفاظ علي الأمن والاستقرار في
بغداد‏,‏ في حين أعلنت القيادة العسكرية في العاصمة اعتقال عشرة من رجال
الجيش والشرطة كانوا مسئولين عن حفظ الأمن في المقاطعتين اللتين تعرضتا
للهجوم أمس الأول‏.‏

وعلي الرغم من عدم إعلان أي جهة مسئوليتها عن
سلسلة الهجمات التي هزت بغداد أمس الأول‏,‏ فإن مصادر عراقية وأمريكية
أكدت تورط تنظيم القاعدة في الاعتداءات‏,‏ وقال الموسوي‏:‏ إنه تم اعتقال
اثنين من عناصر التنظيم الإرهابي لدي اعتراض قوات الأمن لسيارة ملغومة
أخري في العاصمة العراقية أمس الأول‏.‏

كما أكدت واشنطن هذه
الاتهامات بقوة‏,‏ مشيرة إلي أن الهجمات التي استهدفت وزارتي الخارجية
والمالية العراقيتين‏,‏ وكيفية التنسيق بين الاعتداءات المتتالية تحمل
بصمات القاعدة‏,‏ وذلك بغض النظر عن عدم توافر معلومات أو قرائن كافية
لإدانة التنظيم‏.‏